كيف ساهمت الحرب على إبراز الدور الإيجابي للمرأة

تحمل صباح مؤهل بكالوريوس تربية، وعملت في أحد المدارس الخاصة القريبة من منزلها، لكنها ورغم وجع الأيام الثقيلة بسبب الظروف الصعبة التي شهدتها اليمن، عاشت وجع الأيام والبسمة لا تفارقها، كما تقول، إلى أن انقلبت الأمور واشتعلت الحرب، في بداية 2015م.

رفضت صباح الاستسلام لحالة الحرب والأوضاع الناتجة عنها، وفي شهر إبريل من العام 2016 قررت التوجه لمواجهة ظروف الحرب، حيث اتجهتها بهمتها نحو المنظمات الدولية وبعض الجهات الحكومية تطلب يد العون منهم بسبب الحصار الخانق الذي تعرض له الحي السكني الذي تقطنه بفعل الحرب.

استجابت بعض الجهات لجهود صباح وحققت لها ما كانت تسعى من أجله، فبدأت توزع المساعدات لسكان حيّها، وتمدهم بالأمل، لكن البلاء لم ينتهِ، وهو ما دفعها لبذل جهود أكبر.

اعتاد الناس على صباح واعتادت هي التدخل لمساعدتهم وحل النزاعات المجتمعية فيما بينهم، حتى أصبحت أحد أعظم عقال الحي، خاصة وأنها لم تكترث لأحد سيأتي في منتصف الليل من أجل حل خلاف سواء كان صغيراً أو كبيراً فبابها مفتوح على الدوام لا يرد منه أحد.

في العام ذاته تعرض منزلها للقصف حتى احترق بالكامل وهو ما أجبرها على النزوح مع صغارها وزوجها الذي لا يكاد يجمع قوت يومه، وبعد أيام قليلة في الملاجئ، عادت الأسرة ادراجها وقررت الإقامة في ما تبقى من المنزل المحترق.

بسبب الحصار المميت على الحي، توقف العمل، وانقطعت سبل الحياة لأيام طويلة، عاشت فيها صباح وصغارها ظروفا بالغة التعقيد، حد أنها اضطرت لإطعام اطفالها طعام تركته قبل النزوح، كما تقول، إلا أنها لم تستسلم.

اصرار صباح على الحياة دفعها لتأسيس مبادرة نسوية عملت من خلالها على إيجاد حلول بسيطة تساعدها وأبناء الحي في تجاوز ظروف الحصار والحرب، حتى بدأت الامور بالتحسن بعد انتهاء المواجهات العسكرية وسيطرة القوات الحكومية على الحي.

بعد استعادة الحي لسكينته، بقيت صباح وتجربتها كقصة مختلفة في أذهان السكان، لكنها قررت الاستمرار في جهودها وواصلت السعي في علاقاتها لتصبح عضوة في اللجنة المجتمعية للحي.

حتى اليوم، لم يتوقف نشاط صباح التي تجيد استخدام علاقاتها مع اغلب المكاتب الحكومية والسلطة المحلية والإدارات والمنظمات والجمعيات وغيرها من الموسسات، وتنجز من خلال علاقاتها العديد من الاعمال والمشاريع التنموية في المنطقة.