فقدت سمعها في مرحلة الإعدادية ولم يؤثر على مشوارها التعليمي
كتبت : عائشة جباري
سميرة عبدالإله ولدت في مدينة عدن، في عمر 14 سنة أصيبت بحمى شوكية سببت لها فقدان السمع، واصلت تعليمها في مدرستها ولم تنتقل الى المدارس الخاصة بالصم حتى انهت دراستها الجامعية رغم تدني مستواها التعليمي متحديه بذلك ما طرأ عليها من فقدان للسمع.
تقول سميرة "كنت أبكي حين أعود الى المنزل بسبب عدم قدرتي على سماع شرح المدرسين مما اضطرني الى استذكار دروسي بنفسي"، في إشارةً منها الى الصعوبات التي واجهتها خلال مسيرة تعليمها، وكيف تغلبت عليها.
تعرضت الى تنمر من زملائها الا أنها واجهت التنمر بالصمت والتجاهل ماجعلها تعيش منعزله عن المجتمع، وعلمت جاهدةً للخروج من هذه العزلة التي عايشتها،
بعد تخرجها من الجامعة تعرفت على الصم وانضمت الى جمعية رعاية وتأهيل الصم – عدن لتعلم لغة الإشارة.
تعمل سميرة معلمة للصفوف الأولى في مدرسة خديجة للصم , ومدربة لغة إشارة ومصممة جرافيك و تطمح لمواصلة تعليمها العالي، الا أنّ الظروف المادية لم تسمح لها.
لم تتوقف سميرة هنا فحسب، بل أسست مبادرة هنّ للفتيات الصم في منتصف العام 2022 لتعمل هي وزملايتها على نشر لغة الإشارة في أوساط المجتمع، خصوصًا أقارب الأشخاص الصم، عبر عقد عدة دورات تدريبية في محافظة عدن.
في هذا الصدد تحدثت سميرة بقولها "قررت الإنخراط في العمل المجتمعي لما يعانيه الصم من عزله بسبب صعوبة التواصل بينهم وبين المجتمع المحيط".
وأضافت عبدالإله بقولها: "كانت المبادرة لها تاثير كبير على الفتيات الصم من خلال سهولة التواصل بينهن وبين المجتمع، ساهم ذلك في تطوير مهاراتهم وتعزيز ادماجهنّ في المجتمع بالرغم من شحة الإمكانيات".
تتمنى سميرة من المجتمع أن يقف معهم وأن يتعامل معهم كما يتعامل مع فئات المجتمع الأخرى.
يقول اسلام دهمس "أمين عام جمعية المعاقين سمعيًا"، "من وجه نظري أنّ مايميّز سميرة عن الصم هو تحدّي وضعها الصحي ودراستها مع الأشخاص غير الصم، متسلحة بالإرادة والثقة بالنفس والنهوض أثناء السقوط والاعتماد على الذات".
وأضاف دهمس، "إنّ الاثر الايجابي الذي حققته سميرة، هو المساهمة في نشر لغة الاشاره في أوساط المجتمع، وهذا ما يسهل التواصل بين الأشخاص الصم والمجتمع المحيط".
وواصل أمين عام جمعية المعاقين سمعيًا، قائلًا: "أثرت الحرب على واقع حياة الصم، من خلال ندرة وصولهم للفرص، والعنف القائم على أساس الإعاقة، وإجبارهم على الإلتحاق بقسم محدد في الجامعة دون مراعاة رغباتهم وطموحاتهم".
وأكدّ دهمس في حديثه، "أنّ الخدمة التعليمية تدهورت بعد الحرب، وأثرت على 840 أصم، حيث قال: "توقفت خدمة نقل الطلبة الصم من وإلى المدارس، وهناك شحة في المناهج الدراسية للصم"، معلّلًا ذلك الى الحرب المستمرة في اليمن لأكثر من ثمان سنوات.